أهمية التسويق الإليكترونى بإدارة الأعمال في أزمة كورونا 

وصلت أزمة فيروس (كوفي-١٩) حاليا إلى مرحلة جديدة حرجة حيث يتعين على أنظمة الصحة العامة و العالمية أن تتصرف بشكل حاسم وجاد لاحتواء التطور فى المراكز الجديدة لانتشار (كوفيد-١٩) حول العالم.

فكيف يمكن إدارة الأعمال أثناء انتشار كورونا بطريقة صحيحة؟

مجتمع الأعمال العالمى ما قبل كورونا مختلف تماما عما بعده هذا ما يجتمع عليه مراقبو الشأن الاقتصادي العالمى فى ظل تغيير خريطة الطلب على السلع والخدمات بمختلف أنواعها و كذلك تلعب الاستراتيجيات التي تنتهجها كل شركة أو مؤسسة في التعامل مع الأزمة دورا محوريا في تحديد مستقبلها .

التداعيات الاقتصادية:-

أصبح التأثير الاقتصادي واضحا بالفعل فى البلاد الأحد تأثرا يتفشى هذا المرض .

على سبيل المثال في الصين تراجع نشاط الصناعة التحويلية والخدمات بشكل حاد فى شهر فبراير /٢٠٢١ و بينما هبوط النشاط في قطاع الصناعة التحويلية يضاهي مستواه فى بداية الازمة المالية العالمية و ذلك بسبب التأثر الكبير الناجم عن التباعد الاجتماعي.

و كذلك انخفض العرض و الطلب فى العالم على أسهم بورصات شحن المواد الجافة كمواد البناء و السلع الأولية على غرار ما شهدته اكثر مراحل الازمة المالية حدة بسبب تراجع النشاط الإقتصادى المقترن ببذل جهود غير مسبوقة لاحتواء المرض و ليس لهذا الانخفاض مثيل فى فترات انتشار الأوبئة السابقة أو حتى هجمات ١١سبتمر.

إذن ما الذى يتوجب أو يجب على رائد الأعمال إتباعه في إدارة أعماله فى ظل أزمة كورونا.

١- إعادة رسم الخطط و الإستراتيجيات

من الطبيعى ان هذه التغييرات الكبرى التي حلت بالعالم لم يكن الكثير يتوقعها او يصورها عند وضع الخطط و الأهداف السنوية و من أهم الخطوات المطلوبة لإعادة رسم و تطوير الخطط بناءا على الواقع الجديد خاصة و أن نهاية الأزمة ليست واضحة ومن الصعب المكان بها.

و هو أن تعمل الجهات على خفض التكاليف و إلغاء او تأجيل كل ما يمكن تأجيله من المشروعات او الصفقات التجارية حتى تستقر الأمور او تتضح الصورة المستقبلية.

٢- التواصل الفعال

لا يمكن أن تنجح الجهة الحكومية أو الخاصة بدون عمل جماعى و تنسيق متكامل لضمان تحقيق ذلك فى ظل التباعد الاجتماعى بزمن كورونا فمن التحديات الإدارية تحقيق التواصل الفعال و التقارب الرقمى بما يضمن عدم تأثير سير الأعمال ولا شك أن برامج الإجتماعات الرقمية و التطبيقات من شأنها دعم الجهود الرامية إلى المحافظة على أعلى مستوى ممكن من الإنتاجية و توفير هذه البنية التحتية الرقمية يعد أمرا ضروريا لكثير من المنظمات.

٣- التسويق عبر الإنترنت

تعتبر الأوضاع الحالية حالة استثنائية لكثير من الجهات للإعلان عبر الإنترنت خاصة مع اتساع حجم السوق نتيجة تواجد الجمهور بالمنازل مما يخلق فرصة تسويقية ثمينة ويذكر الخبير الياباني اوجاوا تادا هيرو أن شركات يابانية كانت تدفع خمسة عشر دولارا لإستقطاب عميل واحد عبر الإنترنت قبل كورونا بينما انخفضت هذه التكلفة إلى دولارا واحدا فقط بعد اندلاع ازمة كورونا .

مع التسليم بصعوبة تطبيق هذا الأسلوب على الجميع إلا أن كل جهة تستطيع استخدام التسويق الرقمى بالطريقة المناسبة لها.

٤- الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين وعوائلهم 

من الطبيعى الحرص التام على الإلتزام بالتعليمات الحكومية الرسمية حيال ازمة كورونا و من الجميل أيضا ان يحاول المديرين احترام الحدود الزمانية و اوقات العمل فى ظل التباعد المكاني حفاظا على الصحة النفسية و العقلية للموظف خاصة مع انتشار ظاهرة العمل والتواصل ٢٤ ساعة حول العالم فى ظل الظروف الراهنة. 

٥- الإستثمار في تطوير الموظفين

الوقت هو من أهم الموارد التي تملكها المنظمات و لضمان استغلال هذا المورد المهم بما يمكن خلال هذه الأزمة خاصة مع وجود وقت فائض نتيجة تقليص ساعات الإنتقال بين المنازل ومقرات العمل فمن الجيد استغلال هذه الأوقات لتطوير قدرات الموظفين عبر برامج التعليم الإلكتروني عن بعد.

حيث تقدم حاليا الكثير من الدورات التدريبية مما يجعلها فرصة ذهبية للموظفين لتطوير مهاراتهم و قدراتهم خاصة إذا ما بادرت الإدارات بتحفيز الموظفين و تشجيعهم على ذلك.

ومما سبق يتضح لنا أهمية التسويق فى إدارة الأعمال بمختلف اتجاهاتها وأهدافها في ظل انتشار و تفشي فيروس كورونا وهو ما يوضحه تفصيليا فى السطور التالية .

لنتعرف أولا على تعريف التسويق بمفهومه الشامل

التسويق هو مجموعة من العمليات أو الأنشطة التى تعمل على أكتشاف رغبات العملاء وتطوير مجموعة من المنتجات والخدمات التى تشبع رغباتهم وتحقق للمؤسسة أرباح خلال فترة زمنية مناسبة.

ويعرف التسويق أيضا تعريفا مختصرا وهو إتقان فن البيع.

إذن مع حاجة الأفراد للشراء سواء المواد الغذائية والمستلزمات الخاصه او الملابس او الإكسسوارات ارتأى العديد منهم بأن اللجوء للتسويق الإليكترونى هو الحل الأمثل خصوصا مع وجود التطبيقات المخصصة بكل صنف كذلك الأمر فيما يخص تقديم الخدمات المنزلية والصيانة .

و فى المقابل اتجهت الشركات و كذلك الباعة بشكل أكبر في هذه الجائحة للترويج لمنتجاتهم عبر التسويق الإليكترونى ولاحظوا إقبالا أشد من الأيام السابقة لتكون فرصة لإزدهار تجارتهم مع أهمية اتباع تعليمات السلامة العامة و أخذ جوانب الحيطه و الحذر فى التطهير و التعقيم أثناء عمليتي تغليف وتوصيل المنتج.

و يتوقع الخبراء أن يشهد مجال التسويق الإليكترونى نموا كبيرا في مناطق كثيرة من العالم خلال الفترة المقبلة بسبب فيروس كورونا. 

وإن التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت في إدارة مختلف الأعمال هو الأداة الأفضل لإخراج القطاعات التى تعاني من الأزمة الحالية. 

فإن هناك نمو في استخدام الأدوات الرقمية في التسويق خلال الفترة الماضية ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو خلال الفترة المقبلة و خاصة مع تغيير نمط الاستخدام عبر الإنترنت لدى الكثير من المستخدمين. 

و أنه على الدول أن تضع خطة استراتيجية لنفسها فى مختلف مجالات إدارة الأعمال مثل السياحة و العقارات و الصناعة لضمان الدفع بعجلة الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو متزايدة بشكل يضمن ضخ المزيد من الاستثمارات و المشروعات على المدى البعيد. 

فإن التسويق وتطوير الأعمال هما حجر الزاوية و طوق النجاه للشركات فى ظل التحديات والتغييرات التي تقع الآن( كوفيد-١٩)

والتسويق الاليكترونى يقدم رؤية مستقبلية للشركات فى ظل حالة الضبابية السائدة ويساعدها على استغلالهاغ وقت الأزمات فى تعزيز و انتشار علامتها التجارية. 

وما يحدد بقاء الأعمال و استمرارها خلال هذه الأزمة هو ما يتوفر لها من معرفة و معلومات تمكنها من فهم الصورة بشكل واضح.

ولنتذكر أن التحديات الكبيرة تصنع الفرص الجيدة وان سر النجاح هو إدارة مرنة و حكيمة.